
تونس - الجزائر : عودة النشاط إلى المعابر الحدودية البرية
" وإن كانت تمثّل حدثا وطنيا فائق الأهمية إلا أن عودة الحركة والتوافد من الجانبين لا يمكن أن تعتبر أمرا استثنائيا بل وضعا طبيعيا باعتبار متانة العلاقة التاريخية التي تربط بين تونس والجزائر والإمتداد الثقافي والإجتماعي المتداخل للشعبين الشقيقين" هذا ما صرّح به وزيرالنّقل السيد ربيع المجيدي اليوم الجمعة 15 جويلية 2022، وفي أجواء احتفالية جمعت التونسيين والجزائرين ، إثر توليه إعطاء إشارة انطلاق عودة معبر ملولة بطبرقة إلى سالف نشاطه بعد انقطاع دام سنتين، مرفوقا بوزير السياحة السيد محمد معز بلحسين ووالي جندوبة السيد سمير كوكة.
وأضاف وزير النقل في ذات السياق، أن تجدّد الحركية عبر المعابر الحدودية البرية من الجانبين منذ الساعة صفر من تاريخ اليوم بمثل هذه الأجواء الودية تعكس تمسك تونس بالشقيق الجزائري الوافد الذي يتجاوز صفة الحريف في ثقافتنا التونسية وتمسّك الشقيق الجزائري بتونس كوجهة سياحية مفضّلة لديه، مذكرا في الصدد بالإجراءات التي تمّ اتخاذها على المستوى اللوجستي والتنظيمي والصحّي والأمني لإنجاح عمليات التوافد بالإنسيابية والسلامة اللازمتين ومثنيا على جهود التنسيق المحكم المبذولة من قبل السلطات الجهوية ومختلف الأطراف المتدخّلة في تسيير مختلف مكونات المعبر.
كما أبرز السيّد ربيع المجيدي من خلال تصريحاته لوسائل الإعلام التونسية والأجنبية حرص الوزارة على دعم الديوان الوطني للمعابر الحدودية البرية في تنفيذ الإستراتيجية الوطنية المتعلّقة بتطوير المعابر الحدودية، مؤكّدا "أن الهدف يكمن لا فقط في إنجاح هذا الحدث التاريخي ونمذجة معبر ملولة بل في ضمان ديمومة نسق سير نشاط هذا المعبر وبقية المعابر الحدودية البرية على الوجه الأكمل على مدار السنة".
وبيّن الوزير في هذا الصّدد أن تنفيذ إستراتيجية تهيئة المعابر التونسية بما يليق ببلادنا وضيوفها والذي انطلق بعنوان سنة 2022، يهدف أساسا إلى خدمة الجهات التي تتمركز فيها هذه المعابر والأخذ بعين الإعتبار كافة الجوانب البيئية والصحية والخصوصية الثقافية للجهات التونسية عند انجاز المشاريع مع الحرص على تعصير فضاءات العبور طبقا للمواصفات الدولية بالاعتماد على التكنولوجيات الحديثة فيما يتعلق بالمراقبة لتسهيل أمثل لحركة تدفق عبور الأشخاص والبضائع.
كما تبادل وزير النّقل أثناء استقباله للوافدين الجزائريين مشاعر الإخاء حيث عبّروا عن ابتهاجهم بقرار إعادة فتح الحدود مع جارتهم تونس باعتبارها وجهة سياحية واستشفائية ذات أولوية لهم، كما ثمّن الوزير حضور مختلف مكونات المجتمع المدني الذي شارك في إحياء هذا الحدث الهام بحملات تحسيسية وتوعوية وأخرى ذات بعد ثقافي واجتماعي مشترك بين البلدين.
كما تحوّل وزير النّقل رفقة والي جندوبة إلى معبر ببوش بعين دراهم للإطلاع على سير عودة الحركة به موصيا بضرورة إعادة التصرّف في الفضاءات المكونة له بما يتمشى مع حجم حركة المسافرين وظروف استغلاله وفي انتظار إعادة تهيئته وفقا لأهداف الإستراتيجية الوطنية لتهيئة المعابر الحدودية البرية.